أساسيات تصميم تطبيقات الجوال في العصر الرقمي الحالي أصبحت محل اهتمام كبير، في الهواتف الذكية لم يعد هناك غنى عنها في حياتنا، وتطبيقات هذه الهواتف هي القوة الدافعة وراء هذه المكانة التي احتلتها، فبدون التطبيقات فإن وظائفها محدودة ولم تكن لتصبح بمثل هذه الأهمية الحيوية خاصة في عالم الأعمال والتجارة.
أساسيات تصميم تطبيقات الجوال: معنى تصميم تطبيقات الجوال
أساسيات تصميم تطبيقات الجوال تشير إلى فن وعلم إنشاء واجهات جذابة و بديهية وسهلة الاستخدام لتطبيقات الهاتف الجوال، من الألعاب ووسائل التواصل الاجتماعي إلى أدوات الإنتاجية وأجهزة تتبع الصحة، حيث أن هناك دائمًا تطبيق يمكنه تلبية احتياج ما، وتكمن الإجابة على السؤال حول ما هو تصميم تطبيقات الجوال، في أنها عملية رائعة تجمع بين الإبداع والوظيفة والتفكير الذي يركز على المستخدم.
ويتعلق الأمر كله بمزج الجماليات والوظائف لضمان قدرة المستخدمين على التنقل بسلاسة عبر التطبيق وإنجاز المهام دون عناء والاستمتاع بتجربة لا تُنسى، ويتميز التصميم المثالي لتطبيقات الهاتف المحمول بمظهر جيد و عملي ومباشر في نفس الوقت.
وتصميم التطبيق عبارة عن مزيج من تصميم واجهة المستخدم وتجربة المستخدم لإنشاء جزء من البرامج القابلة للاستخدام، فالمستخدمون المعاصرون لا يتحلون بالصبر على التطبيقات التي قد يكون استخدامها مربكًا.
أساسيات تصميم تطبيقات الجوال
سواء كنت مصممًا متمرسًا أو بدأت للتو في هذا المجال، فهناك أساسيات يجب اتباعها عند تصميم تطبيقات الهاتف الجوال لإنشاء تجارب سهلة ومريحة لمستخدمي التطبيق، وهي حسب خبير بناء التطبيقات كريج باربر على النحو التالي.
فهم الجمهور المستهدف: الخطوة الأولى في تصميم تطبيق جوال ناجح هي معرفة من هم المستخدمين وما يحتاجون إليه، قم بإجراء بحث عن المستخدم وإنشاء شخصيات مستخدم وتحليل التطبيقات المنافسة لتحديد نقاط الضعف والتفضيلات.
التصور والإطار السلكي: بمجرد أن يكون لديك فهم واضح لجمهورك، ابدأ في رسم إطارات سلكية تقريبية Wireframing ، ستساعدك هذه التخطيطات الأساسية على تصور بنية التطبيق وتدفقه، دون الانشغال بعناصر تصميم محددة، والإطار السلكي هو مخطط يساعد المصممين والمبرمجين على التفكير في بنية التطبيق أو موقع الويب.
النماذج الأولية: قم بتحويل الإطارات السلكية الخاصة بك إلى نماذج أولية تفاعلية باستخدام أدوات متخصصة، وتتيح لك النماذج الأولية اختبار قابلية استخدام تطبيقك وجمع التعليقات قبل الانتقال إلى مرحلة التصميم التفصيلي.
التصميم المرئي: هذا هو المكان الذي يبدأ فيه تطبيقك في التبلور، اختر نظام الألوان والطباعة والأيقونات والعناصر المرئية الأخرى التي تتوافق مع علامتك التجارية وتجذب جمهورك المستهدف.
الاستجابة والقدرة على التكيف: ذتذكر أن الأجهزة المحمولة تأتي بأحجام واتجاهات مختلفة. تأكد من أن تصميم تطبيقك سريع الاستجابة وقابل للتكيف مع أحجام الشاشات المختلفة لتوفير تجربة متسقة عبر جميع الأجهزة.
اختبار سهولة الإستخدام: يمكنك إجراء اختبار شامل لقابلية الاستخدام مع مستخدمين حقيقيين للكشف عن أي مشكلات محتملة وتحسين تصميم تطبيقك بشكل أكبر، ستساعدك هذه العملية التكرارية على تحسين تجربة المستخدم.
التعاون البناء: اعمل بشكل وثيق مع المطورين طوال عملية التصميم للتأكد من ترجمة رؤيتك بسلاسة إلى المنتج النهائي، يعد التعاون والتواصل أمرًا أساسيًا لتقديم تطبيق ناجح.
الإطلاق والتكرار: بعد إطلاق التطبيق، اجمع تعليقات المستخدمين وتتبع التحليلات وكن مستعدًا لتكرار التصميم وتحسينه استنادًا إلى الاستخدام الفعلي.
مبادئ تصميم تطبيقات الجوال
أساسيات تصميم تطبيقات الجوال تتضمن مبادئ رئيسية، فيجب أن يكون المستخدمون قادرين على التنقل في تطبيقك دون الحاجة إلى التفكير، إذا تمكنوا من اكتشاف التصميم بشكل غريزي، فسوف يستمرون في استخدام تطبيقك مرارًا وتكرارًا، وفيما يلي عدد من المبادئ.
اجعل الأمر سهلاً: عادةً عندما يقوم شخص ما بتنزيل تطبيق ما، فإنه يريد استخدامه لأداء مهمة محددة، حاول أن تترك انطباعًا أوليًا رائعًا بمجرد فتح تطبيقك. لا تقاطعهم أثناء استخدامهم لتطبيقك، أو على الأقل لا تقاطعهم على الفور.
اسمح للمستخدمين بفعل ما يريدون القيام به، فالمستخدمون موجودون هناك للعثور على معلومات محددة أو تنفيذ إجراء أو استهلاك نوع ما من المحتوى، إذا لم يتمكنوا من فعل ما يريدون بسهولة، فقد يغلقون تطبيقك ولا يعودون أبدًا، ويجب أن تكون عناصر التنقل مرئية دائمًا ويجب أن تسهل إكمال المهام ذات القيمة العالية.
قلل العبء المعرفي لاستخدام تطبيقك حتى يتمكن المستخدمون من التنقل خطوة بخطوة، فلا ينبغي لهم أن ينظروا إليه على أنه عمل روتيني يجب القيام به، فقد تطلب من المستخدمين تقديم المعلومات دفعة واحدة، ولكنهم سيجدون أنه من الأسهل ملء المعلومات عبر خطوات متعددة،عنوان الشحن، معلومات الفواتير، معلومات بطاقة الائتمان، وما إلى ذلك.
اجعل التنقل في تطبيقك قابلاً للتنبؤ به: يعتاد الناس على أنماط التصميم التي يواجهونها كل يوم، على سبيل المثال يتوقعون أن يكونوا قادرين على التمرير عبر الصور، تأكد من الالتزام بطرق التنقل النموذجية للإنترنت.
استلهم أفكارك من اتجاهات تصميم تجربة المستخدم والأنماط الأكثر شيوعًا المستخدمة اليوم، ولكن لا تنفذها بشكل أعمى دون مراعاة مدى ملاءمتها لتطبيقك، إذا لزم الأمر قم بتعديل هذه الأنماط قليلاً لتناسب السياق العام لتصميمك.
تأكد من اتباع الملاحة المقبولة بشكل عام، وتأكد من مراجعة إرشادات التصميم التي ينشرها مطورو أنظمة التشغيل iOS وAndroid.
يجب أن يكون المستخدمون قادرين على الوصول إلى أي جزء من تطبيقك بأقل من ثلاث نقرات، حافظ على التسلسل الهرمي لشريط التنقل الخاص بك بسيطًا، سيؤدي القيام بذلك إلى التأكد من أنه من السهل على المستخدمين الاحتفاظ بخريطة ذهنية لما يحدث في تطبيقك.
إذا كان لديك موقع ويب لسطح المكتب وتطبيق للهواتف الذكية، فيجب أن تقوم كلا القناتين تلقائيًا بحفظ الأنشطة وتقدم المستخدمين الذين قاموا بتسجيل الدخول، يجب أن يكون الأشخاص قادرين على استخدام التطبيق والموقع الإلكتروني بالتبادل، على سبيل المثال، قد يتصفح المتسوقون عبر الإنترنت المنتجات على هواتفهم، ولكنهم يقدمون طلبًا على جهاز كمبيوتر.
اتبع القوانين الأساسية للتنقل في التطبيق: في بعض الحالات، من الأفضل الاعتماد على المبادئ الأساسية لتصميم التطبيق، فالناس يفهمون بسهولة أطر التصميم التي يواجهونها كل يوم، ويجب أن يتماشى تخطيطك مع تلك التوقعات، مثلَا تحتوي الكثير من التطبيقات على علامة X في الزاوية اليمنى العليا، ويعرف المستخدمون بشكل غريزي أن النقر عليه سيؤدي إلى إغلاق التطبيق، لذا تجنب تغيير وظيفة الرموز الشائعة.
احصل على تصميم واضح ومحدد الأولويات: تأكد من أن الأسماء التي تختارها للمنتجات وصفية وجذابة، على سبيل المثال قد يجد العميل صعوبة في رؤية الفرق بين “الشحن القياسي” و”الشحن العادي”، اختر التصنيفات التي تعرض الاختلافات بين الخيارين.
يجب أن يسهل التنقل الخاص بك إكمال المهام الأكثر أهمية وعالية القيمة، عبر إظهار أهم الميزات في القائمة الأساسية وترك كل شيء آخر للقائمة الثانوية، ويمكن أن يساعدك تغيير حجم الخط وتباين الخلفية والمسافات البيضاء المحيطة في تحويل انتباه المستخدمين إلى أهم ميزات تطبيقك.
لن يقرأ معظم المستخدمين النص من البداية إلى النهاية، فهم يمسحون بأعينهم فقرات متعددة من النص، وتحظى الكلمات القليلة الأولى من الفقرات الافتتاحية بأكبر قدر من الاهتمام، لذا ضع العناصر المرئية الأكثر أهمية في المناطق التي يُرجح أن يراها المستخدمون.
اتساق صورة العلامة التجارية: يجب أن تعتمد الأزرار وحقول الإدخال والعناصر الأخرى في تطبيقك على صورة علامتك التجارية، لذا يجب أن تكون متسقة، إذا كان تطبيقك يعتمد على موقع ويب حالي، فتأكد من أن التنقل فيه يعمل بشكل مشابه لتصفح موقع الويب، لا تقم بتغيير لوحة الألوان أو الوظائف الأساسية الأخرى لتجنب الارتباك.
تقليل مدخلات والتزام المستخدم: يركز معظم الناس على حل مشاكلهم، لذا لا تزعجهم بالطلبات مثل سجل الحساب، أو نماذج الاشتراك على الفور، اسمح للمستخدمين باستخدام تطبيقك بحرية حتى يصبح من الضروري للغاية تسجيل الدخول أو تقديم بطاقة ائتمان أو أي إجراء آخر.
يجد المستخدمون صعوبة في الكتابة بدقة على هواتفهم الذكية، حاول الحصول على المعلومات المطلوبة عبر حلول لا تطلب منهم إدخال النص، لذا املأ أكبر قدر ممكن من البيانات مسبقًا، بدلاً من مطالبة المستخدمين بالكتابة.
يجب أن يكون التحميل سريعًا: ينفد صبر المستخدمين عندما يتعلق الأمر بانتظار تحميل التطبيق، تأكد من أن المستخدم يعرف أنه يتم التحميل وأن التطبيق غير معطل، فقد تؤدي رؤية شاشة تحميل فارغة إلى اعتقاد المستخدمين بأن تطبيقك لا يعمل، فالناس اعتادوا على رؤية نوع ما من أشرطة التقدم أو أداة التحميل الدوارة.
قم بتحميل أجزاء من المحتوى تدريجيًا لعرض شيء ما في أسرع وقت ممكن، وتقديم إلهاء بصري أثناء التحميل مثل استخدام حلقات بسيطة أو أشرطة تقدم لعرض تقدم التحميل، ولكن من المرجح أن يستمر المستخدمون في الانتظار إذا قمت بإنشاء رسوم متحركة تحميل بسيطة ولكنها مسلية.
تحسين تطبيقك للجوال ومستخدمي الجوال المتنوعين: إذا كان تطبيقك سيتضمن الكثير من النصوص، فتأكد من أنه يتناسب بشكل جيد مع جميع أنواع الشاشات، فقراءة النص تكون أسهل بكثير عندما لا يحتوي كل سطر على أكثر من 40 حرفًا، يجب عليك أيضًا ضبط تباعد الأسطر، وإذا كان تطبيقك يتضمن محتوى مرئيًا مثل الصور ومقاطع الفيديو، فتأكد من إمكانية عرض تطبيقك في الوضعين الرأسي والأفقي.
عند إنشاء تخطيط لتطبيقك، قم بتصميم أزرار قابلة للنقر عليها بسهولة ومتباعدة بشكل صحيح. يجب ألا ينقر المستخدمون عن طريق الخطأ على شيء ليس من المفترض أن يقوموا به.
سيتم عرض تطبيقك على الهواتف الذكية ذات الشاشات مقاس 4 بوصات بالإضافة إلى الأجهزة اللوحية التي يبلغ حجمها 12+ بوصة، تأكد من تغيير حجم المحتوى الخاص بك بشكل صحيح لملء المساحة المتوفرة على الشاشات الأكبر حجمًا، وتأكد من أن الصفحات لا تبدو مزدحمة على الشاشات الصغيرة.
تصميم التطبيقات للبشر: يعاني جزء كبير من مستخدمي الإنترنت اليوم من ضعف البصر، استخدم حجم خط لا يقل عن 16 بكسل حتى يكون النص مقروءًا للجميع، ويجب عليك أيضًا استخدام الرموز حتى يتمكن الأشخاص المصابون بضعف النظر أو عمى الألوان من فهم الرسالة.
ما لم تكن الوظيفة الأساسية لتطبيقك تدور حول جنس المستخدم، فلا تطلب منه تحديد جنسه، إذا كنت تدير عملاً تجاريًا بسيطًا مثل خدمة تأجير السيارات، فليست هناك حاجة لمعرفة جنس العميل، يتعلق الأمر أيضًا بالشمولية بشكل افتراضي في التصميم المرئي وتصميم المحتوى الخاص بك.