أساسيات تصميم الهوية البصرية

mask
ما هي الهوية البصرية؟-أساسيات تصميم الهوية البصرية

أساسيات تصميم الهوية البصرية، لا تختلف من حيث الشكل عن أساسيات التصميم بصفة عامة، إلا أن ارتباط الهوية البصرية عادة بهوية العلامة التجارية، بل كونها الجانب الأكثر ظهورًا أمام الجمهور المستهدف، يجعلها مختلفة، لا سيما في كونها ترتبط بالقيم التي تريد العلامة التجارية إثارتها في الأذهان، أكثر من ارتباطها برؤية وإبداع المصمم، فالأمر هنا يتعلق بـ “الإبداع الوظيفي”.

وقد تبدو الأساسيات في البداية محبطة ومملة ومقيدة للإبداع، لكن الأمر ليس كذلك، فما من مجال دون قواعد جاءت بالأساس من خبرات المبدعين فيه، فنحن نفهم لافتات الشوارع والرموز، وغير ذلك، بسبب ما ترسخ في الأذهان والوجدان، دون حاجة إلى تفسير، لكن المصمم يتعين عليه أن يكون على علم بالتفسير لفهم قوة التأثير وكيف يؤثر في الآخرين.

ونحن في شركة ميثاق للحلول التقنية والتسويق الرقمي، لدينا قسم الإبداع، الذي يملك خبرة كبيرة في تصميم الهوية البصرية وربطها بالهوية التجارية، وذلك من خلال التعاون بين المصممين المبدعين وخبراء استراتيجيات التسويق، إذا كان لديك الاهتمام بتمييز علامتك التجارية أو بنائها منذ البداية على أسس سليمة تواصل معنا.

ما هي الهوية البصرية؟-أساسيات تصميم الهوية البصرية

 

الهوية البصرية وهوية العلامة التجارية (BRAND) 

أساسيات تصميم الهوية البصرية تنطلق من حقيقة أن الهوية البصرية عبارة عن مزيج من العديد من العناصر الرسومية والمرئية التي تعمل معًا على خلق جو حول العلامة التجارية BRAND، والتي تعكس قيم ووجهات نظر الشركة أو المؤسسة للعالم والمجتمع، وببساطة هي ذلك الشيء الذي كلما لمحته أو لمحت شيئًا قريبًا أو شبيهًا به جعلك على الفور تتذكر الـ BRAND.

ولمزيد من التبسيط، ما هي هويتك أنت، فعلى الرغم من أنك تملك عددًا كبيرًا من الصفات الجسدية والنفسية والسلوكية، إلا أنك لا تظهر بكل هذا في عيون الآخرين، ثمة شيء مميز فيك سواء كان جيدًا أو سيئًا هو ما يجعلك في ذاكرة ووجدان الآخرين، ويجعلك لا تنسى بطريقة أو بأخرى، وإذا كنت غير محترف، فستترك الأمور لتبدو في عيون الآخرين كما يحلو لهم، أما إذا كانت وجهة نظر الناس جزء كبير من إستثمار وربح وخسارة، فلا مجال لقول “كما يحلو لهم”

وبعض الشركات تولي الهوية البصرية اهتمامًا فائقًا، لدرجة أنه لا يمكن التعرف عليها إلا من خلال ألوانها، إنطلاقًا من أن منح العلامة التجارية الفرصة لمواجهة المنافسين وتحقيق النجاح في مجالها، يستلزم تعريفها وإبراز أفضل صفاتها، ما يجعلها تبدو فريدة ومثيرة للاهتمام، وبهذه الطريقة سيتم تذكر الـ BRAND تلقائيًا عندما يفكر العميل تلقائيًا في شراء شيء ما أو اتخاذ قرار يتعلق بمجال علامتك التجارية.

ومن الضروري هنا أن نفرق بين الهوية البصرية وهوية العلامة التجارية “BRAND “، فهوية العلامة التجارية BRAND  حسب الخبراء هي التعبير الخارجي للعلامة التجارية، بما في ذلك اسمها واتصالاتها ومظهرها المرئي، فهوية العلامة التجارية في جوهرها هي الوسيلة التي تخلقها الشركة للتواصل مع جمهورها المستهدف وإيصال الرسالة وإنشاء صورة معينة بين عملائها.

أما الهوية البصرية فهي الجانب المرئي من نظام هوية العلامة التجارية BRAND، لكنها الجانب الأكبر والأكثر تأثيرًا على الإطلاق من بقية الجوانب على الرغم من أهميتها، فهي عادة تصمم لاستهداف جمهور معين، وتوجيه رسالة محددة، وتوضيح أنشطة وأغراض الشركات والمؤسسات.

ما هي الهوية البصرية؟-أساسيات تصميم الهوية البصرية

 

أساسيات تصميم الهوية البصرية

أساسيات تصميم الهوية البصرية متشابهة بصفة عامة في جميع المجالات من حيث الأساسيات، مع اختلافات يفرضها الغرض من الاستخدام، وتستلزم تفاصيل خاصة، وتصميم الهوية البصرية ليس استثناء، ويمكن تقسيم المكونات الأساسية لأي تصميم إلى العناصر التالية:

1.الخط :

وظيفيًا فإن الخط هو ما يربط بين نقطتين أو أكثر، وكل نوع يعطي إحساسًا مختلفًا قليلاً، وتظهر الخطوط بشكل متكرر في التصاميم؛ مثل الرسومات والرسوم التوضيحية والعناصر الرسومية، مثل الأنماط، وشائعة في تركيبات النص، حيث يمكنها إضافة التركيز أو تقسيم المحتوى أو تنظيمه أو حتى توجيه عين المشاهد، ولذا لها أهميتها الكبيرة في تحسين تجربة المستخدم، وفيما يلي أنوع الخطوط وتوظيفها.

الخطوط الأفقية: لها تأثير مهدئ ويمكن أن تعبر عن الاستقرار، ويمكن أن تعكس الأفق أو حتى الانقسام حسب التوظيف، ويتعين على المصممين ملاحظة الفروقات بين اللغات، ففي اللغة العربية نمط القراءة من اليمين إلى اليسار، وتميل أعيننا إلى التحرك على في نفس الاتجاه، بينما حركة العين في الإنجليزية بالعكس من اليسار إلى اليمين، لكن وضع أسهم بنهاية الخط لتأخذ العين مباشرة حيث تريد سيعالج ذلك.

خطوط عمودية: أكثر ديناميكية من الخطوط الأفقية، ويمكن أن تشير إلى حركة تصاعدية، ويمكن أن تشير أيضًا إلى التقسيم بين العناصر.

الخطوط القطرية (المائلة): أكثر ديناميكية بكثير من الأفقية والعمودية، ويمكن أن تشير إلى طاقة عالية، وانحدار لأعلى أو لأسفل، وتخلق وهمًا بالحركة، ما يساعد على تفتيت رتابة العناصر الثابتة، ومن ثم توجيه العين في جميع الاتجاهات حسب التصميم.

الخطوط المقوسة: تعبر عن معاني مختلفة حسب موضعها في التصميم، فوضع قوس فراغه لأسفل سيثير إلى الهدوء أو السلبية، بينما وجهه لأعلى  فسيكون كأنه وعاء، وهذا بدوره يمكن أن يشير إلى العناصر والأفكار، أما القوس المعتدل  فقد يعطي  انطباعًا بعدم الاستقرار لأنه سيبدو كما لو أنه يتراجع إلى الخل، وبالتالي لن يكون ملائمًا لبعض التصميمات مثل التي تخص المؤسسات المالية، فهي تكره كلمة تراجع.

الخطوط المنحنية: تشير إلى أشياء عدة أشهرها حركة الأمواج في المياه والموجات الصوتية، والموجة الأصغر تعكس هدوءًا أكثر مقارنة بالموجة الأكبر التي تعكس ديناميكية أكبر، وكما هو الحال في الخط الأفقي يجب مراعاة حركة العين التي تختلف من العربية إلى الإنجليزية.

الخطوط المتعرجة: تمثل الكثير من الأشياء مثل الجبال أو التلال أو الأسطح غير المستوية، و كلما زاد حجم الموجات المتعرجة في التصميم كلما ظهرت أكثر ديناميكية.

وزن الخط: يمكن أن تشير الاختلافات في وزن الخط إلى عدة معانٍ مثل الخطوط الرفيعة التي تمثل طاقة السرعة أو الخفة بينما الخطوط السميكة ستظهر بطيئة أو ثقيلة، ومن ثم لا يفترض استخدامها في تصميمات تعبر عن أنشطة تحتاج للسرعة في الأداء مثل شركات خدمات التوصيل والبريد.

تكرار الخطوط: يمكن أن يشير وضع الخطوط على مقربة من بعضها البعض إلى وجود مجموعة أو وحدة تعمل معًا، ويمكن أن يساعد تغيير وزن أو طابع كل سطر داخل المجموعة في إنشاء إيقاع أو حركة.

2. الشكل:

الشكل هو أي تكوين ثنائي الأبعاد له حدود يمكن التعرف عليها، وهذا يشمل الدوائر والمربعات والمثلثات، وما إلى ذلك، وتنقسم الأشكال إلى هندسية (منتظمة) وحرة، ومجردة، ولكل منه تأثيره في التصميم.

الأشكال الهندسية: أشكال تعتمد على مبادئ رياضية، مثل المثلثات والمربعات والدوائر والمضلعات، وتتميز بحواف واضحة ومثالية يتم رسمها عادةً باستخدام الأدوات، لأنه من الصعب العثور على دائرة أو مربع مثالي في الطبيعة.

المثلث، يمثل الاستقرار وعدم الاستقرار، اعتمادًا على كيفية وضعه، فهو مستقر عندما يكون على قاعدته، وغير مستقر عندما يكون على جانبه أو مقلوب، ويشير إلى الذكورة والعمل والحركة، وفي العدائية أحيانًا، ومن أشهره مثلث “زر التشغيل” المقلوب إلى الجانب، ومعناه اضغط للمتابعة، وتخبرنا المثلثات بأشياء مختلفة وفقًا للمكان الذي تشير إليه، فاليمين يعني التقدم، واليسار هو العودة إلى الماضي. 

المربعات والمستطيلات الأكثر شيوعًا في التصميم، و تؤشر للثقة والاستقرار والأمان، وربط التصميم مع محيطه، وتشير أيضًا الى المطابقة والتماثل، وهي بصفة عامة قد لا تجذب الانتباه كثيرًا، لكنها تلعب دور التنظيم والتحديد، ويمكن جعلها ذات تأثير كبير عبر تعديلات والتواءات وانحرافات جانبية غير متوقعة.

وإذا لم يتم استخدامها بشكل صحيح، فإنها يمكن أن تعطي صورة مملة، لهذا السبب غالبًا ما يتم ملؤها بلون أو مجموعة من الألوان، أوعناصر أخرى، مثل الحروف أو النصوص.

الدوائر والأشكال البيضاوية، منحنياتها المستديرة تجعلها رشيقة وأنثوية ودافئة، وكونها لا بداية أو نهاية لها فإنها تشير الى الأبدية، والاستمرار، وغالبًا ما يتم استخدامها للتعبير عن الكثير من الأشياء المألوفة في حياتنا طبيعية أو صناعية، مثل إطارات السيارات، والفواكه والشمس والبيض، والكثير جدًا، ومن المحتمل أن تكون هي الشكل الأكثر استخدامًا في الشعارات. 

الخماسيات والسداسيات و المثمنات، أشكال لها أكثر من أربعة أضلاع مشتركة، وهي بالتأكيد الأشكال ذات الاستخدامات الأكثر تنوعًا، ويمكن استخدامها لإعطاء جانب من العمق لصورة ثنائية الأبعاد أو لإنشاء تركيبة من الأشكال عن طريق قطع صغيرة.

الأشكال الحرة (العضوية): غالبًا ما تبدو مشابهة للأشياء الموجودة في الطبيعة، مثل النباتات والحيوانات والصخور، وهي تتميز بالخطوط المنحنية وعدم التماثل، ونظرًا لأنها بدون زوايا صلبة أو خطوط مستقيمة فهي توحي بالحرية والتدفق، والرقة، وتميل الى إعطاء الإحساس بالسرور والراحة.

الأشكال المجردة: أشكال لا تستند إلى أي كائن حقيقي، وهدفها التعبير عن المشاعر أو الأفكار أو الاستخدامات، كما جرى التعارف عليه، وليس بوحي من شيء معين مثل الطبيعة مثلًا، أو حتى التعليمات والأوامر.

ولا يهم في الواقع إذا كان الشكل التجريدي يبدو أكثر عضوية أو هندسية، فهو يدور حول التفسير، ويتعلق بالاستخدام والسياق، ومثال لذلك الأيقونات في لوحات التحكم التي تشير إلى الوظائف، مثل رمز المنزل الذي يجري تفسيره بالعودة إلى الصفحة الرئيسية، أو العلامات التي تشير إلى الألعاب الرياضية، والكثير.

  1. النموذج (المجسم)

الأشكال كما ذكرناها أعلى ثنائية الأبعاد، وعندما يصبح الشكل ثلاثي الأبعاد، نسميه نموذجًا، وهو باختصار الأقرب إلى الطبيعة والحقيقة، وعلى الرغم من صعوبة التجسيد ثلاثي الأبعاد للأشياء في التصميم كما هي في الطبيعة، إلا أن التصاميم المسطحة تستخدم تقنيات دقيقة للتلميح إلى الشكل والعمق، ويتم الاستعانة بتقنيات مثل الضوء والظل والمنظور لخلق وهم العمق.

4 .النَسِيج (الملمس)

يشير الملمس هنا إلى كيفية الشعور بسطح الجسم في التصميم، و للإيحاء بأنه سيكون له نسيج(ملمس) إذا كان موجودًا في الحياة الحقيقية، وأهميته أنه يضيف العمق والحس إلى الصور المسطحة، ويتعين عدم المبالغة في إضافته.

  1. التوازن

توزيع عناصر التصميم حسب  الوزن البصرى لكل عنصر ما يحقق نظاماً ثابتا غير شاذ، هو ما نسميه بالتوازن، وبعبارة أخرى مدى جذب شيء واحد لعين المشاهد، ويمكن أن يتأثر التوازن بأشياء كثيرة، بما في ذلك اللون والحجم والرقم والمساحة السلبية.

ولضبط التوازن، يستخدم العديد من المصممين أو حتى المصورين استراتيجية تسمى قاعدة الأثلاث، حيث يتم تخيل منطقة التصميم أو الصورة مقسمة إلى شبكة من تسعة مربعات ( 3 × 3)، فهي مجموعة من الإرشادات التي تضع عنصرك في الثلث إلى يمين صورة أو إلى يسارها، ما يترك الثلثين الباقيين مفتوحين أمامك. 

 

نصائح أساسيات تصميم الهوية البصرية

 حدد أولويات الغرض: التصميم هو عناصر مرئية وجدت لتنفيذ هدف لشيء ما مثل العلامة التجارية ورؤيتها؛ فالهوية البصرية تأتي على أساس هوية العلامة التجارية، وليس العكس، أو يتم التخطيط لهما في مسار منسق منذ البداية، على سبيل المثال ما يلي.

  • إذا كنت تريد لشركتك في هوية علامتها التجارية أن تعكس الشعور بالثقة والاستقرار، فقد يكون من الملائم في الهوية البصرية لهذه العلامة الاستعانة بالمربعات أو المستطيلات الزرقاء.
  • إذا كنت تريد أن تظهر شركتك قوية، فقد تحتاج إلى التفكير في خطوط عمودية سوداء وجريئة.
  • إذا كنت تريد أن تبدو شركتك معبرة عن الصداقة والجاذبية، فقد تفي الدائرة الصفراء أو البرتقالية بالغرض.

 ابحث عن منافسيك: من المهم أن تنظر إلى ما تفعله الشركات المماثلة الناشطة في مجالك، فعلى الرغم من أنك تحتاج بالتأكيد إلى التميز، فقد يكون هناك سبب وراء استخدام بعض الصناعات لألوان وخطوط معينة لإيصال رسائلها الأساسية، فاللون الأخضر شائع في العلامات التجارية العضوية (الأورجانيك)، بينما يرتبط اللون الأزرق بالثقة، لذلك يشيع استخدامه في المؤسسات المالية.

ابحث عن جمهورك المستهدف: باستخدام أبحاث السوق واستطلاع آراء العملاء المحتملين، يمكنك تصميم الهوية البصرية لعلامتك التجارية بما يتناسب مع هذا الجمهور المحتمل، وكما هو الحال في المثال السابق إذا كان جمهورك المستهدف يركز على الثقة أكثر من أي قيمة أخرى، فقد يكون اللون الأزرق اختيار ملائم.

ابتعد عن التعقيد: من الأفضل إبقاء جميع الجوانب بسيطة وسهلة المتابعة، وذلك لأن هويتك المرئية يجب أن تراعي قابلية التوسع، وأن  تكون ملائمة للتنفيذ أو العرض في مجموعة واسعة من المجالات، بدءًا من الأيقونة الصغيرة على موقع الويب وحتى لوحة الإعلانات العملاقة على الطريق السريع.

لا تهمل التكرار والتناسق: يجب استخدام نفس الألوان والخط والأشكال والصور في جميع المواد، سواء التي يراها عملاؤك، أو حتى الداخلية، حتى تحقق التأثير المقصود. 

اختر الألوان الملائمة والعملية: الكثير من الألوان الزاهية قد تجعل من الصعب على الزائرين قراءة ما هو موجود على الصفحة، لذا يتعين الاختيار بعناية وبما يسهل تجربة العميل أو تجربة المستخدم في حال صفحات الويب.

ما هي الهوية البصرية؟-أساسيات تصميم الهوية البصرية
ما هي الهوية البصرية؟ أساسيات تصميم الهوية البصرية

مشاركة المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

*

1 تواصل معنا